من يألف الذل ويعيش في كهوف الخنوع، ويتوارى في سراديب الخوف، ويغوص في أعماق الجبن والخور؛ فلن يرفع رأسه!
شعب مستأنس سهل الانقياد لمن غلب! لو صلح الحاكم انصلح حالهم! إذا فسد الحاكم فسدوا وذلوا! يطيعون الحاكم حذو القذة بالقذة شبرا بشبر وذراعاً بذراع! إذا عبد الحاكم اللات والعزى عبدوا!! إذا عبد الحاكم العجل وأمريكا عبدوا!! شعب سلّم زمام أمره لعبابيد مناكيد! شعب مستعد قابل للصلبنة والزندقة والهرطقة! إلا من رحم ربي! صار معظم شعب مصر ـ ويا للحسرة! ـ مضرب الأمثال في الذل والمهانة وعبادة الحاكم؛ يطيعونه وإن باع الدين والبلاد والعباد! ما أحسن وصف الشاعر هاشم الرفاعي رحمه الله إذ قال:
من عجائب المقدور! أن من كانوا يوصفون بثوار ذروة سنام الإسلام! تمقرطوا! ورجعوا القهقرى! ووقعوا في حمأة الدمقرطة! وحضيض العلمنة! ثورة ضلت بوصلتها العقدية!
يقولون: "ما في الإمكان أفضل مما نحن فيه الآن!" هذا هو فن الممكن سياسيًا! وإذا قيل لهم: وماذا عن مراتب المصالح في مقاصد الشريعة التي لا يستغني عنها الناس؟ تلك الضروريات التي ثبتت عند العلماء باستقراء الأدلة الشرعية، وهي: حفظ الدين، والنفس، والنسل، والعقل، والمال.
أظهر الثعلب مهارةً في خدمة أهل البيت رغم كثرتهم، وتدسّس بينهم حتى صار مطّلعًا على مشاكلهم، فاتّخذه السادة بطانةً لأسرارهم.
إلى من تسللت إلى نفسه السآمة والملال من طول مشقة ذروة سنام الإسلام .. إلى من تساومه شياطين الإنس على تنكب الطريق! وإلقاء السلاح والرضا بالقعود مع الخوالف! بزعم أنه لا طاقة له بإبليس وجنوده! إلى من انسحق تحت قهر واقع مرير! أفق يا من أدمنت تعاطي الغفلة! كيف تستسلم وبلادك محتلة مباشرة أو بالوكالة! لا تأمن لداعم إن زين لك أن الفلاح في إلقاء السلاح!! حذار من الداعم فالسم في ملمسه الناعم! من يملك سلاحك يملك قرارك.. لا تستعصم إلا بالله وحده.
يقول تعالى (ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون) هود آية 113، قال معظم أئمة التفسير أختار منهم العلامة القرطبي رحمه الله: "الركون حقيقة الاستناد والاعتماد والسكون إلى الشيء والرضا به، قال قتادة: معناه لا تودوهم ولا تطيعوهم. ابن جريج: لا تميلوا إليهم. أبو العالية: لا ترضوا أعمالهم. وكله متقارب. وقال ابن زيد: الركون هنا الإدهان وذلك ألا ينكر عليهم كفرهم"أهـ. أقول وهذا ثابت ـ من ميل وركون وسكون واستناد ورضا وطاعة للطاغوت ـ قد تلبس بها شيوخ وقادة حزب النور.
لن تتحرر الأمة إلا ببتر هذه الغدة السرطانية. هذه الجيوش موالية للأعداء محاربة للإسلام وأهله، الجيوش طوائف خارجة عن الشريعة؛ أنكحتهم باطلة، ينبغي أن يفرق بينهم وبين نسائهم، وشهادتهم باطلة، ولا يصلى على من مات منهم، ولا تشهد جنائزهم ولا يدفنون في مقابر المسلمين إلا من أعلن توبته قبل القدرة عليه. تسريح هذه الجيوش وإزالتها فريضة شرعية.
تعهدت بتاريخ 17 مارس 2025 الدول المانحة، بما فيها الاتحاد الأوروبي، بتقديم مساعدات إلى سوريا بقيمة 4.2 مليار دولار! ورغم أن هذا المبلغ أدنى من تعهداتها السابقة، فإنه على أي حال عربون محبة بعد توقيع أحمد الشرع، الرئيس السوري الحالي، على المبادئ الدستورية التي ترسّخ علمنة الدولة، وتنحي الشريعة الإسلامية التي كان يجب أن تكون المصدر الوحيد للتشريع في الدولة السورية!! وا شريعتاه!!
مع قهر الواقع وتسط الأعداء! ظهرت أنفس مهزومة مأزومة؛ "علماسيون" أو "ليبراسيون" وهو مصطلح نحته منذ سنوات من عنصرين متناقضين في شخص واحد (إسلامي وعلماني أو ليبرالي) = علماسي أو ليبراسي للاختصار؛ تخرجوا في معاهد دينية كالأزهر وغيره يدعون إلى التعايش مع الباطل وبشروط الشيطان!.
من عجائب المقدور أن يقبل قادة ثورات الربيع الذي لم يعد يختال ضاحكاً! أن يحكمهم علماني في ثوب أبي جهل أو أبي لهب أو حتى نيرون! سواء كان الحاكم عسكرياً في خدمة محاربة الإسلام! أو من خلع زيه العسكري الملطخ بدماء الأبرياء أو مدنياً لا يرى الصلاح والفلاح إلا في غير شريعة الإسلام. ثورات في بلدان معظم شعبها مسلم تشمئ من ذكر الحكم بالإسلامى وحده في كافة المناحي الحياتية! ثورة تقع في شراك خداع الدمقرطة! وتنفر من الولاء والبراء؛ العمود الفقري لعقيدة أي مسلم! يقتنع قادة الثورة بفتات اللحمة الوطنية المسمومة بغية الجلوس على كرسي الحكم! فصار الجلوس على الكرسي غاية في ذاته! رغم أنه وسيلة لأعظم غاية (حتى يكون الدين كله لله)! ويا للحسرة! استبدلوا الذي هو أدني بالذي هو خير! ثم تدريجياً يتم اعتقال المخلصين للثورة وشيطنتهم! ومن ثم اتخذوا من كانوا يشاركونهم ذروة سنام الإسلام غرضاً للتشويه والتنكيل والاتهام بالتطرف والغلو في الدين!!
قيل لأحدهم زوجتك تخونك! لم يصدق فاصطحبه صديقه لمراقبتها وترصدها، فخرجت من منزل الزوجية؛ فتأبطها شخص وفتح لها باب سيارته الفارهة!
فقال له صديقه: انظر زوجتك يتأبطها شخص غريب!
قال الزوج: لابد أن أتأكد! فتتبع السيارة من شارع إلى شارع حتى وقفت أمام فيلا جميلة! وصعدت مع الرجل ثم فتح شرفة مطلة على الشارع وجلسا سويا سويعة! ورنات ضحكاتهما تمزق ستائر غروب الشمس! وصوتها يقطر تغنجا وينفجر أنوثة! وصديقه يصرخ فيه: ماذا تنتظر يا رجل افعل شيئاً!
أجابه المغفل: أريد دليلا لا بد من اليقين! دهم الظلام المكان فأغلق الغريب باب الشرفة وأوقد مصباح الحجرة الخافت وتعالت حركات وصيحات وهياج مدغدغ للمشاعر! ثم فجأة خيم صمت رهيب وانطفأ المصباح!
فانفجر صديقه غاضبا: ألا تتحرك ألا تغار! زوجتك الآن حيث ترى! ضرب المغفل رأسه بيده رافعا رأسه إلى السماء:
إلى متى أظل في هذا الشك حائرا بلا يقين!!.
مع تحيات ثورة وغفلة وعسكر!!..
أسوأ الناس خلقاً من إذا غضب منك، أنكر فضلك، أفشى سرك، جحد عشرتك، وقال عنك ما ليس فيك. حكمة
خزي وعار على كل من لا يزال يصر على سجن خيار شباب المسلمين. اتسعت صدوركم فصارت مراتع للحرباوات وللضباع والغربان!.. وضاقت صدوركم كضيق جحر الضب بأهل الفضل والسبق.
الإمام الشافعي ـ رحمه الله ـ اطلع على أدلة لدى العلماء بالحجاز ومصر كانت خافية عليه بالعراق؛ فتراجع عن رأيه القديم! فلم يغير فتواه بمناسبة البيئة كما توهم المتسكعون على عتبات الفقه! أنصار التجديد ولو على جثة ثوابت الدين!!