- 23 Dec 2021
- المقالات
- 1233 Reads
كلمة ع الماشي
حكم تهنئة قيادات بعض الجماعات الإسلامية
لغير المسلمين بأعيادهم ورأس السنة وحضور كنائسهم؟
📌نص السؤال
سأل سائل: السلام عليكمم شيخنا: ما حكم قيام قيادات بعض الجماعات الإسلامية بتهنئة النصارى بأعياد الميلاد ورأس السنة وحضور كنائسهم؟
📌جواب الدكتور هاني السباعي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أقول وبالله التوفيق إن خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم.
أما موضوع تهنئتهم للنصارى بأعيادهم والتهنئة برأس السنة؛ لقد تكلم في هذا الموضوع الأئمة الأعلام من السلف والخلف ومن المعاصرين، فأقوالهم مسطورة في مظانها لمن شاء المزيد.. أختار منها باختصار:
✍️ أولاً بالنسبة لتصرفات قادة لبعض الجماعات الإسلامية بتهنئة النصارى بأعيادهم ورأٍس السنة، وحضور كنائسهم؛ فهذا ليس بجديد منذ أن ظهرت هذه الجماعات في وقتنا المعاصر!.وعلى أية حال لن أخوض في الحديث عن السبب في هذا التآكل العقدي لدى هذه الجماعات فليس هذا موضوعه.
✍️ ثانياً: قال شيخ الإسلام ابن تيمية في مج 25 ص 329 من الفتاوى:
"لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء , مما يختص بأعيادهم، لا من طعام، ولا لباس ولا اغتسال، ولا إيقاد نيران، ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة وغير ذلك، ولا يحل فعل وليمة، ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد، ولا إظهار زينة وبالجملة ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم"أهـ.
✍️ ثالثاً: قد فصل العلامة ابن القيم رحمه الله وأفاض وأجاد في كتابه أحكام أهل الذمة: "وكما أنه لا يجوز لهم إظهاره فلا يجوز للمسلمين ممالأتهم عليه، ولا مساعدتهم ولا الحضور معهم باتفاق أهل العلم الذين هم أهله. وقد صرح به الفقهاء من أتباع الأئمة الأربعة في كتبتهم. فقال أبوالقاسم هبة الله بن الحسن بن منصور الطبري الفقيه الشافعي؛ ولا يجوز للمسلمين ان يحضروا أعيادهم لأنهم على منكر وزور، وإذا خالط أهل المعروف أهل المنكر بغير الإنكار عليهم كانوا كالراضين به المؤثرين له، فنخشى من نزول سخط الله على جماعتهم، فيعم الجميع، فنعوذ بالله من سخطه) أهـ أحكام أهل الذمة ـ دار الكتب العلمية بيروت ـ ط1 لسنة 1415هـ ـ ج2 ص156.
✍️ رابعاً: وقال في موضع آخر: "وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به: فحرام بالاتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم، وصومهم، فيقول عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر: فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثماً عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام، ونحوه وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك، ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه)اهـ ابن القيم: أحكام أهل الذمة ـ المرجع السابق ـ ج1 ص162.
📌 صفوة القول
✍️ بالنسبة لتهنئة غير المسلمين في الأمور المشتركة كالزواج والولادة ونجاح الأولاد في الامتحانات وما شابه ذلك؛ فمن الفقهاء من أجازه، ومنهم من منعه، وأنا أميل للرأي القائل بالجواز مع التقيد بألفاظ معينة.
✍️ وأما بالنسة لتهنئة غير المسلمين بشعائرهم الدينية أقول: لا يجوز شرعاً تهنئة غير المسلمين بأعيادهم؛ فإنه معاونة على إثمهم وباطلهم، قال تعالى (ولا تعاونوا على الإثم والعدوان) المائدة آية 2. كما أنه لا يجوز حضور الاحتفال أو ما يسمى (بالقداس) في كنائسهم؛ فإنه من شهادة الزور قال تعالى (والذين لا يشهدون الزور) الفرقان آية 72. فالزور كما قال بعض السلف هو الشرك والزور تعظيمهم لشركهم وكفرهم.
✍️ وعلى أية حال فالعيد شعيرة دينية؛ (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الحج آية 32. وقد أكرمنا الله تعالى نحن أهل الإسلام بعيدين: الفطر والأضحى. ومن ثم لا يجوز الاحتفال أو التهنئة بأعياد النصارى وغيرهم. ثم ماذا عسانا أن نقول بعد أقوال هؤلاء الأئمة الأعلام إلا الاسترجاع والحوقلة على أقوال وأفعال قيادات تلكم الجماعات المنسحقة تحت قهر الواقع؛ تلكم الجماعات ـ ويا للحسرة ـ تلبس على عوام المسلمين دينهم.
✍️ د. هاني السباعي
24 ربيع الثاني 1440هـ الموافق 31 ديسمبر 201