هل تجوز قراءة القرآن من الكمبيوتر أو الموبايل

 

هل تجوز قراءة القرآن من الكمبيوتر أو الموبايل

 وأيهما أفضل القراءة في المصحف أم في الموبايل؟

 

السلام عليكم شيخنا:  كنا نصلي في مسجد في جنوب لندن واختلف المصلون في حكم قراءة القرآن من الموبايل فبعضه قال لا يجوز والبعض قال يجوز ولا مانع من ذلك. فما القول الصواب وجزاكم الله خيراً.

 

 جواب د. هاني السباعي

 

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.

يقول الله تعالى في محكم التنزيل: (ورتل القرآن ترتيلاً). ويقول سبحانه وتعالى معظماً لأمر القرآن الكريم مبيناً لعلو قدره، وأنه ينبغي أن تخشع له القلوب، وتتصدع عند سماعه لما فيه من الوعد الوعيد: (لَوْ أَنزَلْنَا هَٰذَا الْقُرْآنَ عَلَىٰ جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُّتَصَدِّعًا مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ ۚ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) سورة طه الآية 21.

يقول علماء التفسير:  فإن كان الجبل في غلظته وقساوته، لو فهم هذا القرآن فتدبر ما فيه، لخشع وتصدع من خوف الله، عز وجل، فكيف يليق بكم أيها البشر ألا تلين قلوبكم وتخشع، وتتصدع من خشية الله، وقد فهمتم عن الله أمره وتدبرتم كتابه؟ ولهذا قال تعالى: (وتلك الأمثال نضربها للناس لعلهم يتفكرون). ويقول سبحانه وتعالى (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَىٰ قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) سورة محمد الآية 24.

أقول: فالقرآن الكريم كلام الله تعالى أمرنا الله بالتدبر فيه وترتيله والحض على الخشوع أثناء تلاوته مع الالتزام بالأوامر والنواهي التي أمر الله بها عباده في القرآن الكريم.

أما عن مسألة قراءة القرآن من الهاتف ـ (الموبايل أو الآي باد أو الكمبيوتر وغيرها من أدوات حديثة) ـ فجائز شرعاً لأن المقروء هو القرآن الكريم. وبالنسبة للمس أزرار الموبايل أو الكمبيوتر لتقليب المصحف المنزل في التطبيق لا يعد مساً للمصحف الذي ورد النهي عن مسه في حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يمس القرآن إلا طاهر) كما ورد في صحيح الجامع. أقول: فمس أزرار الموبايل أوالكمبيوتر لتقليب أوراق المصحف لا حرج فيه لأن الموبايل والكمبيوتر ليسا مصحفاً.

.

أما عن السؤال أيهما أفضل القراءة من المصحف أم الموبايل؟

أقول لا شك أن القراءة في المصحف أفضل كما ذكر الإمام النووي رحمه الله عن أفضلية قراءة القرآن من المصحف عن القراءة عن ظهر قلب.

وبالنسبة للأجر والثواب:  والظاهر أنه لا فرق في الأجر بين قراءة القرآن من أوراق المصحف، أو قراءته من الشاشة؛ لحصول النظر إلى كتابة آيات القرآن منهما جميعا. لكن المصحف لا يمسه إلا طاهر. أما قراءة القرآن من الموبايل والكمبيوتر وغيرهما فلا يشترط في القارئ الطهارة. والله أعلم.

 

تاريخ  12 سبتمبر 2024 ـ 9 ربيع الأول 1446هـ