- 06 Mar 2024
- المقالات
- 1043 Reads
لماذا التيار السني ؟ تساؤولات وردود
حلقة 2 من 2
د. هاني السباعي
ويستمر شيخ السلفية الديمقراطية: (العفو عن الطاغية) بطاماته الاستفزازية لمشاعر من اكتووا بنيران حسنى المخلوع وأركان نظامه حيث يطالب الرئيس المصري بأن يكون أول قراراته العفو عن الطاغية حسني وأركان نظامه!! اقرأ ما جاء في حواره:
"س: ما اول قرار ينبغي ان يصدره رئيس مصر القادم في رأيك؟
ج: ارجو ان يكون اول قرارات الرئيس القادم العفو عن حسني مبارك واركان نظامه. فالادعاء يطالب باعدام مبارك لكني ارجوهم ان يعفوا عنه كي نحافظ على وحدة البلد ولحمته. فاذا قتلنا واعدمنا وملأنا السجون والمعتقلات بهؤلاء فسيقع شرخ في الامة لن ينتهي. فالفرصة متاحة الان للملمة الشعب المصري ولن يكون هذا الا بالعفو، ولكن لا عفو عن مبارك واركان نظامه الا بعد ادانة المحاكم لهم على ما ارتكبوه وبعد استرداد اموال الشعب المصري التي نهبوها"أهـ
أقول: الله أكبر! العفو عن الطاغية المخلوع القاتل للمسلمين في مصر وفلسطين والعراق وأفغانستان والسودان!
حسني مبارك الذي دك جزيرة أبا في السودان بحمم القنابل! وضرب الأبرياء في ليبيا إبان النزاع بين السادات والقذافي!!
خيرة شباب وشيوخ وسناء وأطفال مصر الذين قتلهم ليس في الثورة المصرية الأخيرة فقط بل على مدار أكثر من ثلاثين سنة!
بالإضافة إلى آلاف الجرحى والمشوهين وفاقدي الأعين والأطراف!! يطلب شيخ السلفية الانهزامية الديمقراطية أن يعفو الرئيس القادم لمصر عن حسني مبارك! وليس حسني مبارك فقط بل لكبار قادته من السفاحين وكبار القتلة كوزير الداخلية حبيب العادلي ورئيس مباحيث أمن الدولة حسن عبد الرحمن، الذين كانوا يغتصبون الحرائر في مقار أمن الدولة؛ بل كانوا يغتصبون أطفال ونساء المجاهدين كما في مصر والسودان واليمن وباكستان وغيرها!!
فهل يملك الرئيس القادم أو حتى خليفة المسلمين ولو كان أتقى الأتقياء! أن يعفو في قصاص أو أطراف وولي الدم أو المجني عليه على قيد الحياة؟!! ف
هذا حق أصيل لولي الدم ولأهل القتيل وللمجني عليه في جارحته وأطرافه! هو وحده الذي يملك العفو أو يطالب بالقصاص أو الدية!!
أي دين هذا يا ياشيخ السلفية الديمقراطية! هنئياً للبراليين والعلمانيين ولليهود والنصارى وسائر الملل غير المسلمة بك وبآرائك!
فلم يكتف هذا الرجل السلفي الديمقراطي بتمجيد التجرية العلماني الأوردغانية التركية وجلعها مثلاً يحتذى به كما في حواره! بل إنه يفتخر بأنه منذ أربعين سنة وهو يدعو إلى دين الديمقراطية ويفتخر بذلك ويقول في حواره المذكور عندما سأله الصحفي : " س: ماذا قلت للسلفيين في مصر كي يتغيروا كل هذا التغيير؟
ج: الححت على الاخوة في مصر بان الباب قد فتح لهم، ولابد ان يدخلوا في هذا المجال الذي اصبح مهيئا لانتخابات نظيفة. والحمد لله بادروا وكانت هذه النتائج الطيبة وقد تواصلت معهم فكريا وسياسيا فقرأوا ماكتبت وقد ناشدتهم بالله ان يشاركوا في الانتخابات وان يبادروا الى تكوين احزاب اسلامية سياسية. وقد فعلوا سواء اكان حزب النور ام بقية الاحزاب السلفية ومازلت اتواصل معهم"أهـ
أقول: الرجل يفتخر بأنه أول من أسس للباطل وكتب ونشر وألح للسلفيين على قبوله!
لقد صدق من أطلق عليه "بولس الحركة السلفية"!! فكما خرب بولس النصرانية .. ها نحن أولاء نرى في أيامنا الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق يخرب الحركة السلفية! بولس السلفية نسخة معاصرة! ولله في خلقه شؤون!
أقول: بعد ما ذكرناه حول انسلاخ السلفية من مبادئها وهم أقرب المعاصرين إلى الاستمساك بالهدي الظاهر والزعم بالسير على خطى السلف الصالح!!
فمن هي الحركة الإسلامية أو الكيان الإسلامي في مصر نستطيع أن تحالف معه!
هل نتحالف مع إسلاميي الفلول! هل نتحالف مع من سقطوا في حمأة التراجعات المشينة إبان حكم المخلوع! ثم بين عشية وضحاها نرى كتبة تقارير أمن الدولة ثواراً يؤسسون حزباً إسلامياً؟
هل هؤلاء يتحالف أو يتحد معهم! وقد صارواً عبابيد العسكر وحلفاء أعداء الإسلام!!
فكيف نتحالف مع جماعة ترى العزة في التغيير عبر البرلمان؟! كيف نتحالف مع قوم يرون العزة في الدعوة لمجلس تشريعي ينازع رب العالمين في حاكميته؟!
كيف نتحالف مع حركة ترى العزة في التزلف للعسكر وتلبس على الأمة بأن العسكر خط أحمر!
كيف نتحالف ونتحد مع جماعات اتخذت من الخارجين على الشريعة أولياء وأنصاراً بل وبطانة من دون المؤمنين؟!
من أجل ماذا أيبتغون عندهم الرفعة والعزة والمنعة والقوة؟!
فهل نتحالف مع هذه الجماعات وإن صرحت بأنها إسلامية والله تعالى وضح حذرنا وأنذرنا وفي نفس الوقت ووضح لنا طريق العزة في قوله سبحانه وتعالى: (الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ العِزَّةَ لِلّهِ جَمِيعًا) النساء آية 139.
رابعاً: التغيير عن طريق البرلمانات وهم وخداع:
نعم إن السير في دروب المنظومة الديمقراطية وآلياتها وألاعيباها ولوزامها سيترتب على ذلك أخطار جسيمة على سبيل المثال: تمييع مفهوم الولاء والبراء، والقضاء على مفهوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتهوينه في صدور المسلمين.
الخطر الأول: تمييع مفهوم الولاء والبراء:
إن أخطر ما في دعوة المجلسيين من إخوان وسلفية ومن يسلكون طريقهم.. هو الدعوة إلى إماتة العمود الفقري للشريعة الإسلامية؛ عقيدة الولاء البراء! فلازم دعوة هؤلاء المجلسيين البرلمانيين؛ إماتة المصطلحات الشرعية مثل: مؤمن .. كافر .. منافق .. فاسق .. ولاء براء .. جهاد .. مجاهد .. ردة .. كفر .. أهل ذمة .. وإحلال مفهوم الوطن والمواطنة بالمعنى القومي الحديث في أوروبا محل ولاء العقيدة والدين. ومن ثم ظهر مصطلحات في القاموس الإعلامي اليومي: مواطن .. مصر للمصريين .. الخلاف مع الآخر .. المصرية أولاً وأخيراً .. مصر فوق الجميع .. وهكذا!.. وقد سبقهم في ذلك الشيخ رفاعة رافع الطهطاوي المتوفى 1290هـ ـ 1873م حيث كتب في مفهوم الوطن والوطنية؛ وقد سلطنا الضوء على هذه اللبنات العلمانية الأولى في كتابنا منذ عشرة أعوام بعنوان "دور رفاعة الطهطاوي في تخريب الهوية الإسلامية" وقد مات الطهطاوي لكن أفكاره لم تمت!
وماذا عسى هؤلاء المجلسيون أن يقولوا لربهم يوم القيامة وهذه الآيات تفضح دعواهم التي يأخذون الأمة إلى طريق التخلي عن أس عقيدة الإسلام: الولاء والبراء .. الحب في الله والبغض في الله:
إن الحنين إلى الديار أمر فطري لاجناح عليه، ولايتناقض وعقيدة الولاء والبراء في الإسلام، لكنه في حالة تعارض الولاءات، قدم ولاء العقيدة والإسلام على ولاء الأرض؛ فالرسول صلى الله عليه وسلم رغم حبه لمكة قدم ولاء العقيدة على ولاء الأرض والدم ومن ثم انتصر ولاء العقيدة على ولاء الوطن، ومن قبل فعل نبي الله إبراهيم عليه السلام عندما تعارض ولاء الأبوة والرحم مع ولاء العقيدة قال الله تعالى: (فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه) التوبة آية 114.
وقال تعالى: (قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه إذ قالوا لقومهم إنا برءاء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبداً حتى تؤمنوا بالله وحده)الممتحنة آية 4.
قال الحافظ ابن كثير في تفسير هذه الآية: " يقول تعالى لعباده المؤمنين الذين أمرهم بمصارمة الكافرين وعداوتهم ومجانبتهم والتبري منهم "قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه" أي وأتباعه الذين آمنوا معه "إذ قالوا لقومهم إنا برآء منكم" أي تبرأنا منكم "ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم" أي بدينكم وطريقكم "وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا" يعني وقد شرعت العداوة والبغضاء من الآن بيننا وبينكم ما دمتم على كفركم فنحن أبدا نتبرأ منكم ونبغضكم "حتى تؤمنوا بالله وحده" أي إلى أن توحدوا الله فتعبدوه وحده لا شريك له وتخلعوا ما تعبدون معه من الأوثان والأنداد"أهـ
وفي تشخيص الحالة التي يعيشها المسلمون اليوم يقول الأستاذ الشهيد نحسبه كذلك سيد قطب في ظلال القرآن الكريم حول آية سورة الممتحنة المشار إليها: " وينظر المسلم فإذا له نسب عريق , وماض طويل , وأسوة ممتدة على آماد الزمان . وإذا هو راجع إلى إبراهيم لا في عقيدته فحسب بل في تجاربه التي عاناها كذلك. فيشعر أن له رصيدا من التجارب أكبر من رصيده الشخصي وأكبر من رصيد جيله الذي يعيش فيه. إن هذه القافلة الممتدة في شعاب الزمان من المؤمنين بدين الله الواقفين تحت راية الله قد مرت بمثل ما يمر به، وقد انتهت في تجربتها إلى قرار اتخذته. فليس الأمر جديدا ولا مبتدعا ولا تكليفا يشق على المؤمنين . . ثم إن له لأمة طويلة عريضة يلتقي معها في العقيدة ويرجع إليها , إذا انبتت الروابط بينه وبين أعداء عقيدته . فهو فرع من شجرة ضخمة باسقة عميقة الجذور كثيرة الفروع وارفة الظلال. . الشجرة التي غرسها أول المسلمين . . إبراهيم (عليه السلام)" أهـ
ويستمر صاحب الظلال في حديثه حول آية الممتحنة بقوله: " مر إبراهيم والذين معه بالتجربة التي يعانيها المسلمون المهاجرون. وفيهم أسوة حسنة: (إذ قالوا لقومهم:إنا برآء منكم ومما تعبدون من دون الله كفرنا بكم، وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده). .
فهي البراءة من القوم ومعبوداتهم وعباداتهم. وهو الكفر بهم والإيمان بالله. وهي العداوة والبغضاء لا تنقطع حتى يؤمن القوم بالله وحده. وهي المفاصلة الحاسمة الجازمة التي لا تستبقي شيئا من الوشائج والأواصر بعد انقطاع وشيجة العقيدة وآصرة الإيمان. وفي هذا فصل الخطاب في مثل هذه التجربة التي يمر بها المؤمن في أي جيل. وفي قرار إبراهيم والذين معه أسوة لخلفائهم من المسلمين إلى يوم الدين"أهـ
أقول: وقد كان هذا منهج الصحابة رضوان الله عليهم؛ ففي غزوة بدر تباينت الولاءات، وتمايزت البراءات، فالمهاجرون يقاتلون آباءهم وأبناءهم وإخوانهم وعشيرتهم من المشركين، وهم بنو وطن واحد، وعشيرة واحدة، بل وعائلة واحدة، فهذا أبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنه يقتل أباه، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه يقتل خاله، فانتصر ولاء العقيدة على ولاء القرابة والدم والأرض.
وهذا عبادة بن الصامت رضي الله عنه الذي كان حليفاً لليهود يعلن ولاءه لله ورسوله ويتبرأ من حلفائه من يهود بني قينقاع الذين غدروا ونقضوا عهدهم إذ يعلن على الملأ براءته من حلفائه من يهود مظاهرة لله ورسوله قائلاً: (يا رسول الله إن لي موالي من يهود كثير عددهم، وإني أبرأ إلى الله ورسوله من ولاية يهود، وأتولى الله ورسوله).
هكذا عندما تعارضت مصلحة العقيدة مع المصلحة الشخصية قدم عبادة بن الصامت ولاء العقيدة وأسقط تحت قدميه ولاء المصلحة الشخصية.
يقول الله سبحانه وتعالى: (إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون، ومن يتول الله ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون)المائدة آية 55.
فالآية واضحة في تحديد من يكون له الولاء والمودة؛ وهم الله ورسوله، والمؤمنون.
وفي محكم التنزيل أيضاً: (ياأيها الذين آمنوا لاتتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزواً ولعباً من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء، واتقوا الله إن كنتم مؤمنين، وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعباً ذلك بأنهم قوم لا يعقلون)المائدة آية 57 ـ 58.
وانظر إلى الحرب الشعواء في وسائل الإعلام المصرية التي يشنها نصارى مصر ويتحالف معهم من يطلقون على أنفسهم "ليبراليون وعلمانيون"! من استهزاء وسخرية بالإسلام وأهله بل إعلان عداوتهم لمسلمي مصر والتحريض على حربهم والاستقواء بأمريكا والغرب! فبدل أن يتبرأوا منهم! يتحالف المجلسيون الإسلاميون معهم ويوالونهم ويتزلفون إليهم بغية إرضائهم!
لقد خاض الصحابة رضوان الله عليهم بقيادة رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر من ستين معركة حربية ما بين غزوة وسرية، وقد أوصلها الحاكم إلى مائة كما ذكر ذلك ابن حجر في الفتح في شرحه لحديث زيد بن أرقم رضي الله عنه عندما سئل (كم غزا النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة) ابن حجر: فتح الباري /دار الفكر/بيروت/1414هـ /ج8 ص3 إلى ص6. وقاد الرسول صلى الله عليه وسلم بنفسه حوالي 28 غزوة كما جاء في مرويات السيرة النبوية.
أقول: الشاهد مما سبق أن الرسول صلى الله عليه وسلم خاض كل هذه المعارك سواء بنفسه أو من خلال تعيين قائد من أصحابه مع قومه وعشيرته باستثناء سرية مؤتة 8هـ، وغزوة تبوك 9 هـ، حيث كانتا موجهتين لقتال الروم وكان ذلك في المدينة المنورة. فإذا استعرضنا جانباً من الغزوات والسرايا سنجد معظمها موجهة إلى قريش وحلفائها من أهل الشرك ومن بعض القبائل المشركة التي كانت تحيط بالمدينة ولها تحالف أيضاً مع قريش! وقريش كما نعلم هم قبيلة الرسول صلى الله عليه وسلم وهم أعمامه وبنو عشيرته وهم الذين عاش وتربى معهم في فيافي وجبال مكة وربوعها وكذلك أصحابه رضوان الله عليهم! ولم ترد رواية صحيحة أو حتى ضعيفة أو موضوعة تذكر أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال (لا يقتل القرشي القرشي)!! (ولا يقتل المكي المكي) (ولا يقتل المدني المدني)!! ولم يرد في رواية صحية أو حتى موضوعة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (دم المكي مقدس وحرام)!! (ولم يقل دم المدني مقدس وحرام) ولم يرد في رواية صحيحة ولا موضوعة أن الرسول ذكر مصطلح (الوحدة الوطنية)!! التي حلت محل ولاء العقيدة في عصرنا المنكوب بعلمائه المنهزمين عقدياً!!
بل إننا نلاحظ أن الإسلام حرص على تطهير الصف الإسلامي المؤمن في غزوة أحد 3 هـ وقد أكد هذه الحقيقة القرآن الكريم في سورة التوبة (براءة) وهي من أواخر ما نزل من القرآن الكريم كما أنها سورة مدنية تسمى أيضاً في كتب التفسير الفاضحة، والكاشفة، وسورة العذاب، والمقشقشة أي المبرئة من النفاق، وهي المبعثرة التي تفرق المنافقين وتشتت شملهم وتبعثر أسرارهم.. (راجع مقالنا الموسوم بعنوان: العدو القريب محاولة لتشخيص أحد أمراض الأمة).
وفي مسند أحمد بسند صحيح في حديث البراء بن عازب رضي الله عنه أنه قال: قَالَ كُنَّا جُلُوساً عِنْدَ النَّبِىِّ - صلى الله عليه وسلم- فَقَالَ « أَىُّ عُرَى الإِسْلاَمِ أَوْثَقُ ». قَالُوا الصَّلاَةُ. قَالَ « حَسَنَةٌ وَمَا هِىَ بِهَا ». قَالُوا الزَّكَاةُ. قَالَ « حَسَنَةٌ وَمَا هِىَ بِهَا ». قَالُوا صِيَامُ رَمَضَانَ. قَالَ « حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ ». قَالُوا الْحَجُّ. قَالَ « حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ ». قَالُوا الْجِهَادُ. قَالَ « حَسَنٌ وَمَا هُوَ بِهِ ». قَالَ « إِنَّ أَوْسَطَ عُرَى الإِيمَانِ أَنْ تُحِبَّ فِى اللَّهِ وَتُبْغِضَ فِى اللَّهِ ».
أقول: وهل يظن هؤلاء التعساء أن حكم الجاهلية؛ أن الدساتير والقوانين الوضعية أنفع لهم في حياتهم؟! وأحكم من حكم رب العالمين!! سبحانك هذا بهتان عظيم! (أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكماً لقوم يوقنون) المائة آية 50.
فماذا عسى عباد المجالس التشريعية أن يجيبوا على هذه الآيات والأحاديث؟! لقد أراحهم الشيخ عبد الرحمن عبد الخالق وقال لهم: كل الأحكام الشرعية ينبغي أن تكون دعوة وإرشاد!!
الخطر الثاني: تمييع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
يقول الله تعالى: لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَىٰ لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ۚ ذَٰلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ) المائدة آية: 78)
وفي سنن أبي داود بسند صحيح عن عبد الله بن مسعود قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- « إِنَّ أَوَّلَ مَا دَخَلَ النَّقْصُ عَلَى بَنِى إِسْرَائِيلَ كَانَ الرَّجُلُ يَلْقَى الرَّجُلَ فَيَقُولُ يَا هَذَا اتَّقِ اللَّهِ وَدَعْ مَا تَصْنَعُ فَإِنَّهُ لاَ يَحِلُّ لَكَ ثُمَّ يَلْقَاهُ مِنَ الْغَدِ فَلاَ يَمْنَعُهُ ذَلِكَ أَنْ يَكُونَ أَكِيلَهُ وَشَرِيبَهُ وَقَعِيدَهُ فَلَمَّا فَعَلُوا ذَلِكَ ضَرَبَ اللَّهُ قُلُوبَ بَعْضِهِمْ بِبَعْضٍ ». ثُمَّ قَالَ (لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ) إِلَى قَوْلِهِ (فَاسِقُونَ) ثُمَّ قَالَ « كَلاَّ وَاللَّهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ الْمُنْكَرِ وَلَتَأْخُذُنَّ عَلَى يَدَىِ الظَّالِمِ وَلَتَأْطُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ أَطْرًا وَلَتَقْصُرُنَّهُ عَلَى الْحَقِّ قَصْرًا ».
ويريد الإسلاميون المجلسيون أين يحرموا الأمة من هذه الخيرية في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ ۗ وَلَوْ آمَنَ أَهْلُ الْكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ ۚ مِنْهُمُ الْمُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الْفَاسِقُونَ آل عمران آية: 110)
وهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يحض أمته على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر كما في حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي رواه مسلم في صحيحه: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ « مَنْ رَأَى مِنْكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ».
بل إن الشرع حذر من يأمر بالمعروف ولا يأتيه ومن ينهى عن المنكر ويأتيه: كما في صحيح البخاري: « يُجَاءُ بِالرَّجُلِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُلْقَى فِى النَّارِ، فَتَنْدَلِقُ أَقْتَابُهُ فِى النَّارِ ، فَيَدُورُ كَمَا يَدُورُ الْحِمَارُ بِرَحَاهُ، فَيَجْتَمِعُ أَهْلُ النَّارِ عَلَيْهِ ، فَيَقُولُونَ أَىْ فُلاَنُ، مَا شَأْنُكَ أَلَيْسَ كُنْتَ تَأْمُرُنَا بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ قَالَ كُنْتُ آمُرُكُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَلاَ آتِيهِ، وَأَنْهَاكُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَآتِيهِ ».
أقول: هكذا فإن القرآن الكريم والسنة النبوية قد عظم مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.. أما من ينهيي عن المنكر في عصر الحقبة المعلمنة للإسلام فإن فعله مجرم حسب القانون الوضعي الذي يحلل ويحرم وينظم سلوك الناس الحياتي!! وسن تشريعات تجرم من يفعل أشياء معينة وإن كانت تناقض نصاً قرآنياً أو حديثاً نبوياً صحيحاً!! أو معلوماً من الدين بالضرورة!..
فمن أرد أن ينكر ولو بالكلمة ولو بكتابة مقال أو حديث إذاعي أو مرئي أو في خطبة جمعة! أو بأي وسيلة أخرى!! فما على المنكر عليه! إلا أن يلجأ للنائب العام أو ضابط الشرطة بتحرير محضر أو رفع دعوى سب وقذف أو تحريك دعوى عمومية بالتحريض على القتل أو الكراهية مستنداً ومتسلحاً بمواد قانونية؛ سنها المجلس التشريعي الذي صار صاحب التحليل والتحريم!!
ففي هذه الحالة تستدعي الشرطة أو النيابة العامة هذا المحتسب ولو كان شيخ الإسلام ولو حاججهم بالنصوص القرآنية والأحاديث النبوية الصحيحة!! فإنهم لن يلتفتوا إليه ولن يصغوا إلى دفاعه وسيحاكمونه بمخالفة قوانين الدولة وحكم عليه القاضي عقوبة ثم زجوا به في السجن أو أجبروه بدفع غرامة!!
رغم أنه البرئ صاحب الحق وصاحب الحجة الشرعية!! لكن كل هذه الحجج لا قيمة له عندهم! لأن السلطة المخولة بالتحليل والتحريم هي مجلس الشعب! وما على السلطتين التنفيذية والقضائة إلا تطبيق القانون ول كان قانون أبي جهل!! (أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ ۚ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ ۗ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ (21)
فالله تعالى يقول في كتابه الكريم: (ألا له الخلق والأمر. تبارك الله رب العالمين) الأعراف 54. فكما أن الله هو الخالق فهو أيضاً صاحب الأمر والسلطان! ..
لكن هؤلاء المجلسيين يفتئتون على خصوصية الله في التحليل والتحريم ويشرعون بما لم يأذن به الله! إذن فهم قد ألهوا أنفسهم! وإن زعموا خلاف ذلك!..
إن عقيدة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي الضامن لاستقامة أمر هذه الأمة على الإسلام.. وهي الضامن لحماية الرعية من بطش حكامها! .. وهي الضامن للأمة في مراقبة السلطات وتقويم اعوجاجها إذا انحرفت عن طريق الإسلام!!
إن التهوين من أمر الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وتخويف الناس منه هو وسيلة الكسالى الذين يستبدلون صناديق خشبية أو زجاجية أو ورقية أيا كانت المادة المصنوعة منها بغية التغيير السهل وهم على الأسرة! بوسيلة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الصافية النقية المنضبطة شرعاً..
إذن فوسيلة صندوق الاقتراع هي وسيلة الكسالى الراضين بالقعود في كنف حاكم ظالم خارج عن شرع الإسلام! ..
كما أن وسيلة التغيير عبر الدخول في البرلمانات والعمل الحزبي ولوازم المنظومة الديمقراطية! ثبت أنها سراب بقيعة! حيث لم يثبت في العالم المعاصر أن الشريعة الإسلامية جاءت عن طريق البرلمانات.. أو العمل الحزبي والرضا بمزايا المنظومة الديمقراطية قد غير حاكماً واحداً في العالم الإسلام!
ودليل ذلك الذين ارتضوا التماهي في لعبة الديمقراطية والتعددية الحزبية وأخواتها! ماذا كان مصيرهم! كما في تجربة جبهة الانقاذ الجزائرية وانقلاب العسكر عليهم!! أما التجارب الأخرى في باكستان وتركيا والأردن ومصر!! ما هي إلا تشوهات في وجه الإسلام الحقيقي! ووصول جماعات منسلخة عن ثواب الدين كما في تركيا الأردغانية التي يعتبرها الإسلاميون المجلسيون الأنموذج الذي يجب الاقتداء به!! بئس الطالب والمطلوب!!
أما التغيير عبر ثورة الجماهير وتظاهراته العارمة في وجه الطغاة فقد تحقق في غضون أسابيع معدودات؛ تغيير نظام طاغية تونس وهروبه! وخلع طاغية مصر وسجنه!
في حين لم تستطع كل أحزاب الدنيا ومن صدعونا بقبول المنظومة الديمقراطية! تغيير حاكم وإقالته عن سدة الحكم! وصدق مثلنا العربي: "لا يفل الحديد إلا الحديد!
أما بيع الأوهام للناس من خلال الصناديق! فهي وسيلة من ران على قلوبهم حب الدنيا وكراهية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر..
وهكذا.. فإن تجربة ما حدث في تونس ومصر شاهدة على تهافت الإسلاميين المجلسيين! فالشارع المصري خلع الطاغية ولم يخلع هو وأركان نظامه بألاعيب المنظومة الديمقراطية ولا بآلياتها! فحكومة شرف تم تغيرها بسبب مليونة 18 نوفمبر 2011 رغم مقاطعة الإخوان والسلفيين لها!! .. بل إن عواجيز العسكر اضطروا العسكر أن يحددوا موعداً لانتخابات رئيس الجمهوية بعد أن كانوا يشيعون أنهم سيؤجلونها إلى عام 2013م ..
فهؤلاء المجلسيون عباد الصناديق! وصل بهم الانحراف أنهم يخجلون من جعل الإسلام الشعارالوحيد لهم فتراهم يقولون .. الحرية أولاً .. العدالة أولاً .. الخبز أولاً .. وكأن الإسلام العظيم لا يدعو إلى الحرية والعدالة وإطعام الناس.. الإسلام ومقاصده الكبرى تلكم المقاصد التي تفخر البشرية بها؛ من حفظ الدين والنفس والعقل والنسل والمال. فهل صار الإسلام مرضاً يفر المرء منه أو يستحيا أن يذكر وحده!!
(أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير) البقرة 61.
وهل يظن ظان أن الله ينصر الكسالى والمتبلدين والقاعدين عن نصرة دينهم؟! فاقرأوا إن شئتم: (إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلاَ مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُم مِّن دُونِهِ مِن وَالٍ) الرعد آية 11. نعم إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم! فقد هداهم ووفقهم لهذه الإرادة في التغيير وإنكار المنكر! فإذا غيروا وانتصروا على عدوهم! فبفضل الله وحده!
فلولا فضله سبحانه وتعالى ما انخلع طاغية! اقرؤوا إن شئتم كلام ربكم لنبيه الكريم محمد صلى الله عليه وسلم في محكم التنزيل: (فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَكِنَّ اللّهَ رَمَى) الأنفال آية 17.فهذا نبينا صلى الله عليه وسلم أطهر البشر وأصدقهم وأتقاهم وأورعهم؛ يعلمه ربه بأن ينسب الفضل لله وحده (وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى)..
إما الاحتجاج بقصة العجز وعدم القدرة على مواجهة العسكر ..والاستشهاد بقوله تعالى لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا) (البقرة: آية 286) فقد ثبت أن الشعب المصري في وسعه الخروج في الميادين العامة وافتراش الطرقات والعصيان المدني .. وهي كتلة بشرية ضخمة أقوى من أي قنبلة مادية تقليدية! فأي جيش هذا الذي سيدك هذه الجموع الغفيرة بالحمم والقنابل؟! وأي مصفحات هذه التي ستقتحم غابات من سيقان بشرية؟!
صفوة القول
هكذا بعد هذا التطواف حول تساؤلات البعض وانتقادات الآخرين فإننا نؤكد على أننا نرى أن التيار السني لإنقاذ مصر هو تكتل دعوي وليس جماعة أوحزباً سياسيا بالمعنى الإصطلاحي المعاصر.. نريد من خلال هذه التيار أن ننقذ مصر وبلاد المسلمين من الانحراف العقدي والإخلاقي والإجتماعي والإقتصادي.. وتطهير كافة المناحي الحياتية بقدر المتسطاع انطلاقاً من قوله تعالى (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ) (التغابن:آية 16)..
نريد أن نحمي وحدة المسلمين والدعوة إلى إحياء مبادئ الإسلام الكبرى كالولاء والبراء الذي تم تمييعه عبر شيوخ الاستسلام للباطل!
نريد حماية الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من التآكل والانقراض على أيدي الإسلاميين المجلسيين ومن على شاكلتهم! ..
نريد أن نستظل بحكم الشريعة الإسلامية وننعم بها كما عاش وارتاح ونعم بها سلفنا الصالح!
لقد ثبت شرعاً وواقعاً فشل وتهاوي تغيير الحكومات الجاثمة على صدر العالم الإسلامي بألاعيب المنظومة الديمقراطية! لقد ثبت فشل هذه التجربة المريرة التي مزقت العالم الإسلامي!
فآلايات ووسائل الوصول إلى حكم الإسلام عبر هذه المنظومة الديمقراطية ما هي إلا مكر وخداع يتناقض والإسلام كمنظومة متكاملة فريدة..
كما أنها تناقض الله تعالى في سنته في خلقه في الصراع بين الحق والباطل وأن الباطل لن يستسلم للحق إلا بعد صراع مرير ثم يدمغه الحق فيزهقه تصداقاً لقول ربنا في محكم التنزيل: (بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ ۚ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ)(الأنبياء: آية 18).. وهل نغفل عن ديمومة الصراع (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّىٰ يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا) البقرة آية: 217)
وإن أراد عباد المجالس أن يموهوا على طبيعة الصراع وأن يظنوا أنهم السواد الأعظم نظراً لأغلبية حسابات الصناديق! فكل ما يقومون به من تزيين الباطلفلن يغني عنهم من الحق شيئاً!!
فهذا دين الله لن يموت الإسلام بتخاذل عباد المجالس وشيوخ فتنة الديمقراطية!
فلا تزال عصابة مؤمنة من أبناء هذه الأمة قائمة على نصر هذا الدين في كل مكان..
وستظل إلى قيام الساعة كما جاء في صحيح مسلم عن عقبة بن عامر رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى اله عليه وسلم: يَقُولُ « لاَ تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِى يُقَاتِلُونَ عَلَى أَمْرِ اللَّهِ قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ لاَ يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ». نسأل الله العظيم أن نكون منهم ونسأله سبحانه ألا يجعلنا فتنة للذين كفروا .. ولا يجعلنا فتنة للقوم الظالمين..
وأخيراً! فهذا كتاب ربنا ينطق بيننا بالحق ويهدينا إلى سواء السبيل! فهل نتركه ونبيت أمام السرداب ليأتي المخلص فيطبق لنا الأحكام الشرعية؟!
لو فعل سلفنا الصالح ومن ساروا على دربهم مثلما يفعل المجلسيون اليوم؛ ما خرج الإسلام من المدينة النبوية ولما وصل إلينا. اللهم استخدمنا لنصرة دينك واجعل كلماتنا خالصة لوجهك الكريم!
لندن في يوم الإثنين 28 صفر 1433هـ ـ 23 يناير 2012