- 27 Dec 2023
- المقالات
- 1429 Reads
نعم التصريح مخز! فلم أنتقد معصوماً!
نعم يجوز للقاعد أن ينصح ويفتي المجاهد!
ما دخل الترف والراحة في النصح الشرعي
كلمة ع الماشي د. هاني السباعي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد.
كنت قد أعدت نشر تصريح لقدس برس بتاريخ 26 ديسمبر 2023 : ونصه " إنَّنا في حركة حماس، وإذ نعزّي الإخوة في الحرس الثوري في جمهورية إيران الإسلامية، وعائلة الشهيد موسوي، والشعب الإيراني الشقيق، لنشيد بدوره في دعم المقاومة الفلسطينية، ونؤكّد أنَّ جرائم العدو الصهيوني، داخل فلسطين وخارجها، لن تفلح في كسر إرادة شعبنا وأمتنا، وإخماد مقاومتنا المستمرة، حتى دحره وزواله عن أرضنا"أهـ.
أقول: وقد علقت عليه بهذه الجملة (ما قولكم زاد فضلكم في هذا البيان المخزي). فانبرى أحد الفضلاء بتعليق يقطر خشونة وتعصباً! فحواه أننا مترفون نأكل ونشرب ونملأ البطون! وما ينبغي لقاعد أن يتكلم عن مجاهد! وأبعد النجعة! كثيراً بكلام عريض مما يدل على انه حفظ شيئاً وغابت عنه أشياء كثيرة في تعليقه غير الموفق! على أية حال أهمس في أذن هذا الفاضل وغيره ممن يتعاطون عقار التعصب والهوى بكلمة ع الماشي أبدأ مستعيناً بالله:
أولاً: أما عن الترف والراحة! أقول: "ولا عن رضا كان الحمار مطيتي"! ما ذنبي وأنا مضطر للاقامة في بريطانيا لا جئاً منذ 30 سنة (لا أحمل جنسية بريطانية ولا إقامة دائمة)، على الرغم من أنني معرض للترحيل في أي وقت واسمي موضوع بقائمة مجلس الأمن الدولي!.
ثانياً: فأي ترف ـ يا رعاك الله ـ ربما تتكلم عن نفسك! ومن قال لك إن القاعد لا يقدم النصح أو النقد للمجاهد! هل تملك دليلاً شرعياً على كلامك!! هذا الكلام يصلح إذا كنت مثلاً أتكلم عن تفصايل سير المعارك، وطبيعة الأرض والأسلحة والأمور العسكرية! فهنا أهل ذروة سنام الإسلام أدرى بشعابها!
ثالثاً: أما عن الحلال والحرام وعقيدة الولاء والبراء، فهذا يقوله القاعد والعاجز والمجاهد طالما يستند إلى الأدلة الشرعية!!. قال تعالى في محكم التنزيل: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) آل عمران آية 110. فالآية تتكلم عن خيرية الأمة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فتشمل المجاهد والعاجر والقاعد الذي حيل بينه وبين الجهاد بالنفس!
رابعاً: في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من رأى منكم منكرا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».أهـ
خامساً: هذا الحديث يدل على وجوب إنكار المنكر بحسب القدرة عليه فالمجاهد إذا ارتكب منكراً فينكر عليه مجاهد مثله أو قاعد أو عاجز في أقصى الأرض! فكلمة (من) تشمل أي مسلم مكلف؛ الفرد والإثنين، والجماعة، والرجال، والنساء؛ ومنهم بالطبع المجاهد والقاعد الذي لا حيلة له، والعاجز لمرض أو شيخوخة! فعندما يتكلم القاعد الذي لا حيلة له في الخروج لأرض ذروة سنام الإسلام منتقداً تصريحات أو بيانات مستفزة لمشاعر المسلمين، ولا سيما تصريحات توزيع صكوك "الشهادة" لأهل البدع والضلال؟! يقال لنا لا يفتي قاعد لمجاهد!! أين حمرة الخجل! ـ يا رعاك الله ـ!!
سادساً: أنا أتكلم عن تصريح يثني على شخص شيعي من كبار قادة الحرس الثوري الإيراني (العميد رضى موسوي) كان مستشاراً عسكرياً للنظام النصيري! وكان أحد السفاحين بسوريا! فهل أتاك نبأ إيران وأذرعها في سوريا؟! وكيف قتلت ودمرت وخربت البلاد (حلب وإدلب وحمص وحماة والغوطة الشرقية والغربيةوالرقة وغيرها)، وما تفعله فراخها الحوثيون في اليمن من قتل وإذلال لأهل السنة؟!
سابعاً: أليس هناك حد أدنى لمراعاة مشاعر أهلنا أهل السنة في سوريا!! هل أتاك بياناتهم في الترحم وصكوك الشهادة المعهودة لعماد مغنية وابنه وسمير قنطار في سوريا! وثالثة الأثافي صك الترحم والغرفان والشهادة لقاسم سليماني أكبر ذباح قتال المسلمين في العراق وسوريا واليمن!!!
ثامناً: يا رعاك الله ـ نحن مع أهلنا في غزة ونتألم لهذه الانفس الزكية التي يفتك بها الكيان الغاصب لفلسطين على مرأى ومسمع العالم المجرم أجمع! ولكي لا يزايد على العبد الضعيف أحد شاهد أو استمع مشكوراً ـ إذا رغبت ـ خطبي منذ 7 أكتوبر 2023 حتى الآن؛ كلها ـ هذا قدر استطاعتي ـ عن غزة والتنديد بجرائم الكيان الغاصب لفلسطين، وأمريكا وأوربا وتحميل الحكام المرتدين الخونة؛ كالسيسي وابن سلمان وابن زايد وقزم الأردن وغيرهم؛ خنق وقتل أهلنا في غزة وحصارها!
تاسعاً: عندما انتقد بياناً ـ لا يراعي مشاعر أهل السنة في سوريا واليمن والعراق؛ ـ لا يعني أنني انتقدت جماعة معصومة! أو جماعة افعلوا ما شئتم كأهل بدر!! فامتعاضي من بيان المكتب السياسي والإعلامي للمقاومة لا يعني أنني لست مع أهلنا في غزة! أنا وملايين المسلمين في العالم مع شعبنا المظلوم المكلوم البطل في غزة ـ كشف الله كربتهم وأذهب غمهم، وهمهم، وحزنهم، وتقبل شهداءهم وداوى جرحاهم ونصرهم على أعدائهم!
عاشراً: لماذا هذه الهرولة في توزيع صكوك الغفران والرحمة على كبارأهل البدع والضلال الذين قتلوا أهلنا في سوريا والعراق واليمن!
حادي عشر: فهل كلما نفق رأس من الروافض تقوم الجماعة بالترحم عليه ومنحه صك "الشهيد" أليس هذا تلبيساً على عوام المسلمين؟!.
ثاني عشر: هل يجوز الترحم ومنح صك "الشهادة" على من سب كبار الصحابة رضوان الله عليهم، وأمهات المؤمنين، والطعن في الكتاب والسنة، وموالاة أعداء الإسلام؟! فتاريخ الروافض وموالاتهم لأعداء الأمة مسطور ومشهور لا يخفى علينا! هل يجوز منح صك "الشهادة" على من قتل إخوانكم أهل السنة في سوريا واليمن والعراق وغيرها؟! وما قصف إدلب يومياً عنا ببعيد؟! ولا يعيرون اهتماماً لمشاعر أهلنا في سوريا! واليمن العراق!
ثالث عشر: وما مستندهم الشرعي في توزيع صكوك الشهادة لكل من هب ودب من أهل الباطل! الوصف المنضبط لقتيل المعركة حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله)أهـ.
صفوة القول
إن الذي لا يستطيع أن يجاهد بنفسه لعذر شرعي؛ لم يحرمه الشرع من المشاركة، فله أن يجاهد بماله، فإن لم يكن لديه مال فبلسانه أو بقلمه كما في الحديث الصحيح عن سيدنا أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم»أهـ. فالمجاهد ليس محصناً عن التقويم والإنكار إذا صدر منه ما يخالف الشرع! فهل يقال: لا يفتي قاعد لمجاهد! أو كما قيل قديماً لا يفتي مسجون لغير مسجون! وقد رددت على هذه المقولة في خطبة قديمة والحمد لله.
على أية حال الأمر إذا كان متعلقاً بالحلال والحرام والعقيدة فعلى كل مسلم مكلف لديه الدليل الشرعي أن يرد على المجاهد وغيره.
أما المسائل المتعلقة بفنون الحرب من كر وفر واستخدام الأسلحة وتوقيت المعارك فأهل ذروة سنام الإسلام والرباط والثغور أدرى بشعابهم!.
هل تعلم ـ يا رعاك الله ـ أن عدد قتلى المسلمين السنة في سوريا منذ 12 سنة فقط أكثر من عدد قتلى المسلمين في فلسطين في جميع الحروب منذ عام 1948؟!! قارن بين (عدد القتلى في 12 سنة بسوريا) و(عدد قتلى المسلمين في فلسطين في 75سنة)!! نسأل الله أن يرحم قتلى المسلمين في البلدين. فهل قتلانا في غزة أعز من قتلانا في سوريا!! (المسلمون تتكافأ دماؤهم) وفي رواية (المؤمنون تتكافأ دماؤهم) كما في الحديث الصحيح. على أية حال استقم يا رعاك الله وقل قولاً سديداً. اللهم أبرم لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أولياؤك ويذل فيه أعداؤك! ألا هل بلغت اللهم فاشهد!
د. هاني السباعي
تاريخ 14جمادى الثانية 1445هـ ـ 27 ديسمبر 2023